اهمية علامات الترقيم
يتصل الترقيم بالرسم الإملائي اتصالا وثيقا ، فكلاهما عنصر من عناصر التعبير الكتابي الواضح السليم ، ويختلف المعنى في كثير من السياقات اللغوية باختلاف رسم الحروف إملائيا في الكلمة من حيث الخطأ والصواب في كتابتها ، كما يختلف المعنى بالقدر نفسه إذا أسيء استخدام علامات الترقيم .
فإذا كان الفرق في المعنى يظهر جليا بين كتابة الكلمتين بصورة يكون المقصود إحداهما ، مثل : ( سُئِلَ محمد ) و ( سأَلَ محمد ) ، أو ( مُلِئَ الإناءُ ) و ( ملَأَ الإناءَ ) ؛ فإن الفرق معنويا كذلك يظهر في علامات الترقيم ، مثل : ( السماء صافية ) و ( السماء صافية ؟ ) بالنبرة الاستفهامية الذي يظهرها النطق .
وما يظهر كذلك في الفرق بين : ( ما أجملُ المناظرِ في الربيع ؟ ) و ( ما أجملَ المناظرَ في الربيع ! ) ، و ( ما أجملَ المناظرَ ) باستعمال ( ما ) النافية .
وهو ما ظهر جليا عندما تعجبت ابنة العالم النحوي الكبير وأحد مؤسسي لبناته ، أبي الأسود الدؤلي ، فلم يفهم والدها منها ذلك . حيث قالت : ما أجملُ السماء ؟ بضم اللام ومعناه الاستفهام ، فأجابها بحسب فهمه الصحيح للقول المنطوق ، وليس المتصور في ذهن الفتاة .
حيث فهم من كلامها أنها تسأل عن الشيء أو الأشياء الجميلة في السماء . فأجابها قائلا : نجومها يا بنتي . فقالت له : يا أبت ، إنما أنا متعجبة لا مستفهمة . فأجابها : إذن قولي ( ما تظهره الكتابة ) : ما أجمل السماء ! بالنصب لا بالرفع
تعليقات
إرسال تعليق